السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أخي نرحب بك معنا في فضائنا العلمي الأكاديمي راجين من الله عز وجل التوفيق والسداد نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية لا تنسى ذكر اسم الله والصلاة على رسول الله

أحدث الأخبار
تحميل...
صدحت أصوات العديد من الفنانين والأدباء الجزائريين والعرب منددة بالعدوان الإرهابي الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، حرب أدانها مثقفونا عبر مواقع تواصلهم الإجتماعي معبرين عن تضامنهم مع الفلسطنيين في هذه الحرب العدوانية التي تشنها عليهم إسرائيل منذ قرابة الشهر.

لم تستطعم الإنسانية فرحة العيد لهذا العام، فرحة حولها العدوان الإسرائيلي على غزة غصة تقف في حلق الشعب العربي والعالم بأسره، طبقات مثقفة أبت إلا ولو بالشق اليسير التضامن مع شعب أعزل صيامه دم وإفطاره مجازر رهيبة سجلت في تاريخ الشعب الغزاوي، هي تغريدات وأقلام شارك بها أدباؤنا ومثقفونا عبر مواقع التواصل الإجتماعي منددة لما آل إليه الوضع في القطاع.

واسيني الأعرج:  الفرح ليس فقط ضرورة لكنه حتمية، لنعيش بحزن أقل 
ندد الأديب والروائي واسيني الأعرج بالعدوان الهمجي الصهيوني الغاشم على الفلسطينيين في غزة، وعبر في تغريدة له على صفحته الشخصية في موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك عن الحزن الذي يعتريه جراء الإضطهاد والمجازر والعزل الذي يعيشه أهلنا في فلسطين، بقلم لطالما كتب للحب والحياة والحزن، أكيد أن يواسي به غزة ولو هو الحزن بطريقة مختلفة، حيث قال  كل عيد وأنتم بخوف أقل، عندما نحب بخوف، ونختلف بخوف، ونوافق بخوف، ونسير بخوف، ونلتف بخوف، وننظر يمينا وشمالا بخوف، ونتكلم بخوف، نصمت أيضا بخوف، هذا يعني أننا لسنا بخير وأننا خسرنا بعض معاركنا النبيلة، ضد الجهل والتخلف، ولكن... ولكن لا شيء يوازي لحظة فرح نادرة يشتهيها الجميع لهذا كله، الفرح ليس فقط ضرورة لكنه حتمية، لنعيش بحزن أقل، نحتاج فقط إلى مرآة صغيرة ننظر فيها عميقا حتى نغرق في نورها، وكلّما واجهتنا ظلمة الخوف، رمينا عليها كالأطفال المولعين بالسحر، حفنة من النجوم الصغيرة وحزام قوس قزح وفجر العشاق في عز بهائهم وغطيناها بأجنحة البنفسج البري وعطره، للجميع عيد مبارك سعيد وفرح جميل وحزن أقل... الفرح لمسة لا تكلف إلا ابتسامة غير معتادة والتفاتة غير محسوبة بميزان المصلحة ولكن بالمحبة والخير والسلام .

أحلام مستغانمي:  لا بهجة في أيامنا، ولا زينة يمكن أن تغطي على حداد قلوبنا المفجوعة منذ أعوام
لم تفوت الروائية والأديبة الجزائرية الكبيرة، أحلام مستغانمي أن ترش حبر قلمها على صفحتها عبر موقع التواصل الإجتماعي حزنها ولا تخفي هيجانا تكبد حصرة على وضع القطاع راح ضحيته فلذات حيث قالت:  أغار من العيد لأنك تنتظرينه من ثياب أفراحك من اشتهائك لها من ارتدائك ما سيراك فيه غيري، من غيري... لأنه لا يدري كم أغار حين غيري يراك، حتى صباح العيد... نواصل انتظار العيد فدوما كان لنا سوء الظن، بالفرح أحبتي أعايدكم وتدرون لا عيد لي ولا لكم، ولا بهجة في أيامنا، ولا زينة يمكن أن تغطي على حداد قلوبنا المفجوعة منذ أعوام، ونحن نتمنى عيدا نتقاسم فيه الفرح لا الأسى، فما عاد لنا من قدرة على الجلوس إلى موائد الموت، حتى في الأعياد، لقد نضب الفرح العربي، إننا نعيش بمشاعر معطلة إلى أن تعود الإنارة لمولدات الأمل في حياتنا. ذلك أن لكل شدة مدة ولا بد من ضوء في آخر هذا النفق، يا أرحم الراحمين، إرحم شهداءنا وامنح ذويهم الصبر والسلوان وأعد لأوطاننا السلم والأمان وهب لأهلنا في غزة وسورية والعراق وتونس وليبيا عيدا لا حزن فيه، فليس لهم سواك معينا وبمصابهم عليما. عيد مبارك عليكم جميعا لكم الحب، فالمحبة أغلى ما يمكن أن نهديه في هذا العيد .
نوال الهواري

عن المحور اليومي
قدّم العرض الأولي للفيلم الوثائقي  المنطقة الثامنة للولاية الخامسة التاريخية ، للمخرج العربي لكحل بالقاعة السينمائية  سينماتيك ببشار وذلك بحضور صحفيّين وجامعيّين وشخصيات ثقافية.


ويحمل العرض الذي دام 70 دقيقة نظرة شاملة عن مختلف مراحل إنشاء وتأسيس مختلف الهياكل السياسية والعسكرية للمنطقة الثامنة للولاية الخامسة التاريخية، وكذا التعريف بالمناضلين السياسيّين ورؤساء القيادات العسكرية، الذين خاضوا الكفاح السياسي والعسكري ضد الاستعمار الفرنسي بالجهة.
ويستعرض الفيلم الوثائقي الذي تمّ فيه إنجاز العديد من مقاطعه، باعتماد تقنيات الأنفوغرافيا مختلف الأحداث السياسية والمعارك التي قامت بها عناصر الجيش الوطني الشعبيضد المحتل بالجنوب الغربي للوطن خلال حرب التحرير الوطني.
وتطلّب إنجاز هذا الفيلم الوثائقي الذي كتب السيناريو الخاص به المخرج نفسه، 10 ديكورات خارجية و7 داخلية و إجراء 89 لقطة ومقطع يبرز مختلف مراحل إنشاء الهياكل السياسية والعسكرية للمنطقة الثامنة ومختلف المعارك التي خاضها جيش التحرير الوطني ضد قوات الاستعمار الفرنسيبالمنطقة، على غرار  العرق الغربي الكبير  (15 أكتوبر 1957)، و جبل بشار  (27 مارس 1960)، حيث سقط شهيدا العقيد لطفي مع أربعة من رفاقه، كما ذكر العربي لكحل.
وتطلّب هذا العمل السينمائي المنجز في 2013 في ظرف سبعة أسابيع عبر العديد من ولايات الجنوب الغربي للوطن، والذي شارك في إنتاجه وزارة الثقافة في إطار خمسينية الاستقلال الوطني توظيف 150 وجها فنيا والعديد من الحرفيّين المحليّين لصناعة الإكسسوارات وغيرها من الأشياء الخاصة بالحياة اليومية للسكان ولجيش التحرير الوطني والجيش الاستعماري.وساهمت ولاية بشار وكذا وزارة الدفاع الوطني في إنجاح تصوير هذا الفيلم الوثائقي الذي يندرج في إطار مساهمة السينما الوطنيةوتسليط الضوء على حلقة مهمة من كفاح الشعب الجزائري من أجل الحرية و الانعتاق.ولعبت المنطقة الثامنة التاريخية التي أنشئت عقب مؤتمر الصومام (20 أوت 1956) دورا بارزا في تنظيم الكفاح السياسي والمسلح بالجنوب الغربي للوطن، إضافة إلى تدعيم وحدات جيش التحرير الوطني على مستوى الحدود الجنوبية لتحرير البلاد، كما أشار إليهالمخرج الذي سبق له وأن أنجز وأنتج العديد من الأعمال المشابهة.
ومن بين هذه الأعمال  ملحمة الجنوب الغربي  و تاريخ المناجم الجزائرية ، التي أعادت تدوين جزء كبير من كفاح عمال المناجم بالقنادسة (18 كلم جنوب شار)، إبان الحقبة الاستعمارية.


عن المحور اليومي
ينتظر أن تشهد الجلفة في الفترة الممتدة من 24 الى 30 أوت فعاليات المهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية والرقص واللباس النايلي، حيث بدأت التحضيرات لإنجاح هذا الحدث المهم لأبناء المنطقة.

إجتمعت محافظة المهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية والرقص واللباس النايلي مع عدد من الإعلاميين في محاولة لإلقاء الضوء حول أهم المحطات في الخطة التنظيمية التي ستباشرها خلال هذه الفعاليات المزمع انعقادها ما بين 24 إلى 30 أوت القادم، وقد كان هذا اللقاء الإعلامي بدار الثقافة Œابن رشد˜ وبقاعة النادي الأدبي، حيث افتتحه مدير الثقافة عبد القادر جعلاب بكلمة ترحيبية ثم قدم محافظ المهرجان ابراهيم قريم جملة من المعطيات التي تهم الشأن الإعلامي من أجل إيصال صورة واضحة عن هذا المهرجان، كما قدم بعض التفاصيل عن أمكنة النشاطات وأهمها، وقال إن هذا المهرجان سيعمل على إتاحة الفرصة للفنانين بمختلف مشاربهم حتى يتمكنوا من إبراز مواهبهم بشكل واضح، وستقام سهرات ليلية في الغناء النايلي بالملعب الأولمبي كما ستكون هناك عروض للرقص النايلي ومعارض للألبسة النايلية، ومحاضرات ومداخلات حول الموسيقى والأغنية والرقص واللباس النايلي، وقال محافظ المهرجان إن هذا اللقاء سيكون عرسا حقيقيا للفن التراثي في مدينة الجلفة والولاية ككل. وساهم البعض وعلى هامش اللقاء في اقتراحات متعددة من بينها اجتماع الإعلاميين ببعض الفنانين لأخذ صورة قريبة لتصوراتهم حول هذا المهرجان ومدى تفاعل المجلس الثقافي الإستشاري في المشاركة الحقيقة الهامة والمساهمة برؤيته لمثل هذه التظاهرات. وقد تعددت التساؤلات من طرف الصحفيين عن أهمية هذا المهرجان ومدى تأثيره في البنية الثقافية للولاية، وكان سؤال أحد الإعلاميين قد أثار بعض ردود الأفعال فيما يخص الرؤية المستقبلية لخصوصية هذا المهرجان ومدى استثماره في بناء نشاط له بعده الإيديولوجي الفني، وقد بين محافظ المهرجان الأهداف الحقيقية والمرجوة من ترسيمه في ولاية الجلفة التي تزخر بالوجوه الفنية الفاعلة، كما قدم بعض الإعلاميين أيضا استفسارات حول أهمية حضوره في بعض البلديات ودعا أحدهم إلى النهوض بهذا العمل كي يكون له وقع وطني وهذا ما سمعناه من محافظ المهرجان إبراهيم قريم أيضا.
من جانب آخر، كانت هناك أسئلة حول مدى تأثير الفنانين والمختصين فنيا وثقافيا في إشراكهم بتحريك هذه القاطرة الهامة التي استفادت منها ولاية الجلفة، كما ساهم البعض وعلى هامش اللقاء في اقتراحات متعددة من بينها اجتماع الإعلاميين ببعض الفنانين لأخذ صورة قريبة لتصوراتهم حول هذا المهرجان ومدى تفاعل المجلس الثقافي الإستشاري في المشاركة الحقيقية والمساهمة برؤيته لمثل هذه التظاهرات، على أن ابرهيم قريم وعد بلقاء صحفي قبل بداية أشغال المهرجان بحوالي أسبوع أو عشرة أيام حتى يكون الإعلام قريبا من المنجزات التي تم تسخيرها لإنجاح هذا المهرجان فكريا وماديا. كما شكر مجهود وزارة الثقافة ورعايتها السامية، وإشراف عبد القادر جلاوي والي ولاية الجلفة.  


 عن: المحور اليومي
انطلقت سهرة اول امس السبت في سماء تاموقادي الأثرية، فعاليات مهرجان تيمڤاد الدولي في طبعته السادسة  و الثلاثين ، حيث تتواصل إلى غاية  اليوم التاسع  من الشهر الجاري .
 تدفقت العائلات الباتنية والشباب ليلة السبت على ركح مسرح هواء الطلق الجديد المحاذي للمسرح الروماني الأثري القديم لتيمقاد  لحضور فعاليات افتتاح الطبعة ال36 لهذا المهرجان الدولي ، وكانت لحظات الإفتتاح من أجمل وأروع اللوحات الفنية التي صنعها المنظمون وعاشها الجمهور، لتعيش  تيمقاد  واحدة من أحلى لياليها، فامتزجت البهجة بالألحان الموسيقية بمختلف الطبوع والأنواع فالجمهور الباتني وكذا العائلات التي اعتادت التوافد على تيمقاد للتمتع بأنغام وموسيقى تمتزج فيها طبوع ورقصات من مناطق شتى من العالم كانت  مع موعد جديد مع هذا الحدث الذي عاشت مدينة تيمقاد بولاية باتنة قبله  في الايام القليلة الماضية  و التي بدت في كامل زينتها على وقع التحضيرات الحثيثة لاستقبال مهرجانها الدولي السنوي وكذا ضيوفها الذين توافدوا عليها خلال هذه الطبعة  فمدينة تيمقاد  كانت وككل مرة في مستوى هذا المهرجان الذي يعد أحد أبرز الأحداث الثقافية التي تميز فصل الصيف في الجزائر،  حيث جدد سكان الأوراس مواقف الجزائر الثابتة من القضية الفلسطينة والداعمة للقضايا العادلة بوقفة تضامنية مع شعب غزة في سهرة افتتاح فعاليات الطبعة السادسة والثلاثين لمهرجان تيمقاد الدولي والتي ستحول مداخليها إلى الشعب الفلسطيني بقطاع غزة بعد انتهاء التظاهرة مباشرة، ولقد لقيت المبادرة استجابة كبيرة لمواظني المنطقة والولايات المجاورة حيث تميزت السهرة بالا قبال الكبير تضامنا مع القضية العادلة للشعب الفلسطيني.
وزيرة الثقافة  تؤكد على مواقف الجزائر الثابتة مع القضية الفلسطينية
وقف الجميع دقيقة صمت على أرواح الأبرياء الذين لم تشفع فيهم الآلة العسكرية للجيش الإسرائيلي التي لم تستثن في قصفها المدنيين العزل والأبرياء من شيوخ وأطفال قبل و بعد الاستماع للنشيدين الوطنيين الفلسطيني والجزائري، وفي كلمتها بالمناسبة ذكرت وزيرة الثقافة بمواقف الجزائر اتجاه القضايا العادلة في العاالم والداعمة للسلم والعيش في استقرار وحق الشعوب في تقرير مصيرها ،منددة بما وصفته بالجرائم ضد الإنسانية مبرزة أهمية الفن في دعم القضايا الإنسانية ثم عرجت على تاريخ المنطقة التي تستضيف ضيوف المهرجان والتي انطلقت منها أول رصاصة خلال الثورة التحريرية المباركة التي كانت نبراسا لكل الشعوب والحركات التحررية في العالم، لتقوم بعد ذلك وزيرة الثقافة نادية لعبيدي  باعطاء اشارة  انطلاق حفل الافتتاح الرسمي لمهرجان تيمقاد الدولي في طبعته السادسة والثلاثين بحضور السلطات المدنية والعسكرية إلى جانب شخصيات سياسية بحضور ضيف الجزائر ممثل سفير فلسطين بالجزائر، السيدة الويزة حنون رئيس حزب العمال والسيدة مونية مسلم وزيرة التضامن الوطني و الأسرة وقضايا المرأة وبحضور والي الولاية والمنتخبين في مختلف المجالس .
ممثل سفير دولة فلسطين "تيمقاد بوابة  تتنفس منها غزة الجريحة"
من جهته اكد ممثل سفير دولة فلسطين في كلمة حملت مشاعر الأخوة والإنتماء داعيا المجتمع الدولي لوقف هذه المجازر كما عبر عن سعادته بوجوده في ارض الثورة الأوراس الكبير بعدما اشاد بدور الجزائر المشرف واصفا المهرجان في حد ذاته حدثا فنيا ثقافيا  وبمثابة بوابة تتنفس منها غزة المحاصرة ورسالة قوية توظف في تعزيز أواصر الصداقة بين الشعوب العربية معربا في ذات السياق عن امتنانه بمواقف الجزائر وشعبها العظيم مع نصرة فلسطين ظالمة او مظلومة ، شاكرا مساعي الجهات القائمة على تنظيم هذا الحدث الدولي  الذي ستتحول  مداخيله هذه السنة إلى الشعب الفلسطيني بقطاع غزة بعد انتهاء التظاهرة مباشرة.
اسماء فنية تتالق بالاغنية  الجزائرية وتلهب مدرجات  تاموقادي
عبرت فرقة الرفاعة  برقصات أعضائها وأغانيهم، عن تفاصيل الموروث الثقافي الشاوي من لباس ولهجة وآلات موسيقية في استعراض مميز عن طريق صفين في حركة ذهابا وإيابا على إيقاع البندير و القصبة هذه الفرقة التي قدمت رقصات فلكلورية تقليدية مستوحاة من تراث الرقص الشعبي الأصيل، بطابعه الشاوي،  و التي اعتمدت في ادائها على  الآلات الموسيقية المعروفة في منطقة الأوراس، على غرار الطبل، البندير، و القصبة، ادت الى تصاعد التفاعل معها إلى أن أوقفت الحاضرين للتصفيق طويلا على أروع لوحة شهدتها السهرة جسدت حب الوطن ورفعت فيها راية الجزائر وفلسطين  لتعانق أرواح الحاضرين والمكان، لتعلو بعدها اسماء فنية جزائرية اطربت والهبت مدرجات ثاموقادي في حفل الافتتاح  وهم فرح، نادية بارود،ماسينيسا وكادير الجابوني ففي أجواء ثقافية مزجت بين التراث الأصيل على وقع أنغام الرحابة لتصنع من السهرة الحدث الفني الذي ألفته المنطقة سنويا  وفي شقها الثاني خصصت السهرة للإغنية الشبابية حيث جرت فعاليات الطبعة التي عرفت حضورا مميزا في سهرة الانطلاق تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية ومعالي وزيرة الثقافة والسيد والي ولاية باتنة ضمن مبادرة التضامن مع الأشقاء الفلسطنيين.
كل الظروف مهيأة لانجاح الطبعة ال36 لمهرجان تيمقاد
  اكد القائمون على مهرجان تيمقاد الدولي  با هذه الطبعة  ستكون إداريا ناجحة بدليل أن كل الظروف مهيأة لإنجاحها حيث عكفت السلطات الولائية قبل أشهر لتحضير الموعد بتخصيص مرافق الاستقبال وتوفير التغطية الأمنية ووسائل النقل من باتنة إلى المدينة الأثرية حتى اكتمل المشهد و تزينت لؤلؤة الأوراس تيمقاد لاستقبال ضيوفها الذين ألفتهم على مر السنين في ركح المسرح الروماني، فهو اذن دعم اخر يجسد جهود الديوان الوطني للثقافة والإعلام في ترقية المهرجان من خلال البرنامج الخاص بثماني سهرات كفيل بالاستجابة لكل الأذواق ففضلا عن كونه يولي العناية للفرق المحلية ، يقترح سهرات لنجوم عربية ،أجنبية وفرق عصرية ، وهو الديكور الذي يروي الموروث الحضاري للجزائر تقاطعت فيه الحناجر وفي هذه المرة القلوب مشدودة لغزة الجريحة ففي تصريحات كل الفنانين اكدوا أن العرس الجزائري الذي يصنعه تيمقاد سنويا لن يفقد بريقه واعتبروا الفن وسيلة نضال ورسالة مترجمة بالوان الموسيقى لمختلف اللغات ، هذا وقد استتمتع الجمهور في هذه الأجواء الخاصة بأغاني زينو.ريمكا.كنزة فرح.نادية بارود. ماسينيسا وكادير الجابوني الذي ألهب المدرجات كعادته في مثل هذه المناسبات واطرب جمهوره بأغنيه المعروفة التي رردها مع الجمهور إلى ساعات متأخرة من الليل.
عن: المحور اليومي  فتح الله بلعيد


كشف مدير الإعلام بالديوان الوطني للثقافة والإعلام سمير مفتاح اليوم الجمعة على أمواج إذاعة الجزائرية من باتنة عن أن مداخيل مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته ال 36 الذي سينطلق سهرة يوم غد السبت بمدينة تيمقاد (باتنة) ستحول إلى الشعب الفلسطيني بقطاع غزة بعد انتهاء التظاهرة مباشرة. وأوضح ذات المتحدث الذي إستضافته -رفقة مدير الثقافة لولاية باتنة نور الدين بوقندورة- نشرة منتصف نهار اليوم للإذاعة الجزائرية باتنة أن مهرجان تيمقاد الذي يعد أعرق وأكبر مهرجان ثقافي بالجزائر هو "مهدي للشعب الفلسطيني في طبعته الحالية التي ستساند الأشقاء في فلسطين عامة وبغزة على وجه الخصوص". ووجه ضيفا الإذاعة نداء إلى كل العائلات وسكان باتنة والولايات المجاورة للمساهمة في إنجاح ما إعتبره هذان المسؤولان "عرس الجزائر التضامني مع الشعب الفلسطيني". وفي هذا السياق أشار مفتاح بالمناسبة إلى أن طبعة 2014 لمهرجان تيمقاد الدولي ستكون شبابية وسيشارك فيها 300 فنان يمثلون 43 قرقة من 11 دولة من مختلف أنحاء العالم. وبدوره أكد بوقندورة أن مسرح الهواء الطلق بمدينة تاموقادي جاهز لإستقبال الضيوف والعائلات لافتا إلى أن ولاية باتنة خصصت 20 حافلة لنقل الجمهور بالمجان من 4 نقاط حددت عبر عاصمة الأوراس (من أمام المسرح الجهوي ودار الثقافة محمد العيد آل خليفة بالمدينة ونزل شيليا وأيضا حي شيخي).

عن النهار الجديد
تميز الحفل الافتتاحي لمهرجان تيمقاد الدولي (باتنة) في طبعته ال 36 لهذه السنة و الذي انطلقت فعالياته ليلة السبت إلى الأحد بألوان و أنغام فلسطينية وهتفت فيه الحناجر باسم غزة ونصرة سكانها. وتردد اسم غزة الجريحة مئات الآلاف من المرات في تلك السهرة المميزة التي استمرت إلى غاية فجر اليوم الأحد بحضور وزيرتي الثقافة و التضامن الوطني و الأسرة وقضايا المرأة على التوالي نادية لعبيدي و مونية مسلم وممثل عن سفير فلسطين بالجزائر إلى جانب شخصيات أخرى منها الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون و الأمين العام للمحافظة السامية للغة الأمازيغية الهاشمي عصاد و محافظ مهرجان تيمقاد الذي هو أيضا مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي والسلطات المدنية و العسكرية لولاية باتنة. وقد أثنى ضيوف شرف طبعة تاموقادي لسنة 2014 على موقف الجزائر حكومة وشعبا الداعم لفلسطين حيث قالت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي في كلمتها بالمناسبة "نحن اليوم في تاموقادي ليس من أجل الفرح لكن من أجل التضامن مع غزة ولنبين للعالم كيف يستطيع الفن أن يعبر عما يختلج في القلب من أحاسيس." وأضافت "نحن هنا وقلوبنا مجروحة من أجل التضامن مع سكان غزة والترحم على أرواح الشهداء الفلسطينيين و وجودنا بتيمقاد هو بفضل تضحيات الشهداء الذين قدموا لنا بلد و وطن." وتجاوب الجمهور الذي لبى نداء محافظة المهرجان من أجل الإقبال على مسرح الهواء الطلق لمساندة الشعب الفلسطيني بغزة مع الوصلات الغنائية للنجوم الذين مروا على ركح تاموقادي وهتفوا جميعا بحياة أبطال غزة وترحموا على أرواح شهدائها وخاصة الأطفال منهم والنساء. وكان مئات من العائلات والشباب الذين توافدوا على تيمقاد في السهرة الإفتتاحية لهذه التظاهرة التي ستوجه كل مداخيلها لمساندة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة وصنعوا أجمل صور التضامن مع ضيوف تيمقاد في تلك الليلة التي كانت القلوب معلقة فيها بغزة. أما الفنانون الذين تعاقبوا في السهرة الافتتاحية على ركح تاموقادي التي توشحت بألوان العلمين الجزائري والفلسطيني انطلاقا من فرقة "الرفاعة" التراثية و "ألجريانو" و "كاينة سامت"  و "ريم-ك" و كنزة فرح ثم المطرب زينو ونادية بارود وماسينيسا وأخيرا كادير الجابوني على اختلاف طبوعهم الموسيقية فقد التحموا مع الجمهور بالمدرجات وبصوت واحد من أجل أن تحيا غزة وترفع عنها همجية المحتل. وعبر العديد من الحضور ل"وأج" في تلك السهرة عن مساندتهم للأشقاء في غزة من بينهم الحاجة جمعة ذات ال75 سنة التي قالت "أنا هنا اليوم مع ابني وأحفادي من أجل فلسطين ومساندة الفلسطينيين بغزة."

عن النهار الجديد


أثارت تصريحات كل من رشيد بوجدرة وأمين الزاوي، اللذان اعتبرا أن الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، لم يمارس عليهما أي تأثير أدبي، كثيرا من ردود الأفعال بين المثقفين عبر وسائل التواصل الإجتماعي. فبينما اعتبر بوجدرة أن  ألف ليلة وليلة   هي التي مارست عليه التأثير الفعال، اعتبر الزاوي أن الأدب العربي القديم مليء بمؤلفات تفوق سحريتها سحرية ماركيز بكثير

رصدت  المحور اليومي  آراء بعض الكتاب الجزائريين، بخصوص علاقتهم بأعمال صاحب  مائة عام من العزلة ، لإبراز المكانة التي يحظى بها الروائي الكولومبي في المخيلة الروائية الجزائرية.

حميد عبد القادر:  ما زلت مهووسا بعالم ماركيز الروائي  
يختلف جيلي عن جيل رشيد بوجدرة وأمين الزاوي بخصوص مدى تأثيرهما بالروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، فقد رفض بوجدرة، والزاوي الإعتراف بأي تأثير يكون قد مارسه ماركيز عليهما، أما نحن من جيل التسعينات الروائي، فقد قرأنا أعمال صاحب  مائة عام من العزلة  قراءة وافية وتأثرنا بعوالمهأيما تأثير.شخصيا قرأت لـ غابرييل غارسيا ماركيز لأول مرة في صيف 1986، ولم أخرج منه سالما، أذكر أنني حصلت على رواية مائة عام من العزلة، كهدية من سائح فرنسي، مساء يوم من تلك الأيام الصيفية الهادئة، بمجرد أن مسكت الرواية أثار انتباهي غلافها الغرائبي، فالصورة كانت تقدم صورة ببغاء على غصن شجرة داخل أدغال غابة استوائية، وكانت صورة عجيبة دفعتني إلى الشروع في القراءة في نفس اليوم. كان الإكتشاف عجيبا، لن أنساه طالما حييت، دخلت في عمق عالم سحري أخاذ، وأعترف أنه كان يوجد خيط سري جعلني أنتقل من همنغواي إلى ماركيز بسهولة، فكلاهما مهووس بفكرة السفر، وهذه الفكرة لم تحضرني حينها، اهتديت إليها منذ بضعة سنوات فقط. أبطال همنغواي يسافرون من بلاد إلى أخرى، وعند ماركيز يسافر خوسي أركاديو بوينديا، وزوجته أورسولا، ويغادران قريتهما الأصلية في رحلة بحث عن موطن جديد يسمى ماكوندو.الأسماء في رواية ماركيز غريبة، والأماكن كذلك، وطريقة السرد والحكي مختلفتان والجمل طويلة والشخصيات غريبة، بل وهمية وهي مزيج مثير للدهشة بين الإنسان والحيوان، والعالم كأنه لم يتطور، وبقي حبيس نظرة أسطورية للأشياء. وإذا كانت أعمال همنغواي تمنح فرصة السفر من بلاد إلى أخرى، فإن ماركيز منحني فرصة الإنتقال من الواقع إلى الخيال. يا له من اكتشاف. قلت هذا أدب حقيقي.
الشخصيات في رواية مائة عام من العزلة يصعب العثور عليها في الواقع وحتى الأحداث يصعب وقوعها. لا يوجد منطق في الرواية، يخضع السرد لأهواء الكاتب، وتختفي الديكارتية الغربية (وهذا سبب عدم نجاح الرواية لما صدرت ترجمتها الفرنسية في باريس)، وكأنها كتبت لأناس يعيشون فوضى العالم والأشياء، أناس مستعدون لقبول ضجيج الذاكرة.تركت همنغواي جانبا، ودخلت مغامرة أدبية جديدة، جعلتني اكتشف قارة بأكملها على مدى سنوات طويلة. وقادني ماركيز إلى خوان رولفو، وأليخو كاربونتييه، وفارغاس يوسا.. إلخ. فتوالت القراءات وحتى الترجمات، فقد ترجمت إلى العربية عدة قصص قصيرة لماركيز، وفي كل مرة كانت تصيبني الدهشة، وما زلت إلى اليوم مهووسا بهذا العالم الغرائبي، الذي يجعل الأدب مرادفا للسرد المنفتح على الخيال وعلى الأعمال التي تعطي الكلمة للموتى، كما نجده في رواية بيدرو بارامو لخوان رولفو.

الدكتور حبيب مونسي:  الترجمة قضت على نكهة ماركيز  
أعتقد أننا لم نقرأ  ماركيز  بنكهته الخاصة التي فيها ذلك المزيج السحري بين عدد من الثقافات والديانات والمعتقدات. فلم يكن ماركيز مسيحيا بالمعنى الذي تريده الكنيسة الكاثوليكية، فقد كان فيه شيء من المسيحية الإسبانية المضمخة بكثير من عبق الاسلام والشرق، وفيه قسط شيء كبير من مسيحية أخرى شابها الإعتقاد المحلي ولون طقوسها ومعتقداتها وعدد فيها الآلهة والجن والملائكة ورفع بعض الرجال والنساء في سماء القداسة وحط آخرين في حمأة الجحيم الأرضي والأبدي... كما لم تكن لغة  ماركيز  صافية كل الصفاء، فهي لم تعد الإسبانية التي هاجرت من الأندلس، وإنما هي أخرى شابها كثير من اللهجات المحلية التي ترتد بعيدا إلى عوالم الأنكا والأزتيك، وما حمله نهر الآمازون في أوحاله وأدغاله. فهل أوصلت لنا الترجمة العربية أو الفرنسية شيئا من ذلك؟ هل كانت العالمية من خلال الترجمة إضافة نوعية لأعمال ماركيز؟ أشك في ذلك شكا كبيرا.. لأننا قرأناه أول ما قرأناه وكأننا نقرأ نصا عربيا صرفا، قد نتعثر في تهجي بعض أسماء شخصياته وأسماء الأماكن والأكلات والعادات.. ولكننا كنا نقرأ وكأننا نقرأ نصا كتب في لغتنا أصلا ففاتنا الخصوصية المحلية التي نتحدث عنها الآن. ولما جئنا إلى الدراسات النقدية نستقصيها بعض الخبر، حدثتنا عن الواقعية السحرية وأخرجت لنا  مسخا  يقع بين الواقعية النقدية والواقعية الإشتراكية، على أنه تجربة تقع في الطرف الآخر من القارة الأمريكية.. وشغلتنا بالهاجس السياسي الأيديولوجي عن الإلتفات إلى  البهارت  التي أتعبت مقاديرها  ماركيز  وهو ينثرها في صنيعه الأدبي... فهل قرأنا حقا  ماركيز ؟

محمد الأمين سعيدي:  الجاذبية ليست عدوَّة الطيران في عالم ماركيز  
أن تقرأَ لـ غابرييل غارسيا ماركيز معناهُ أنَّك تضعُ مرايا العقلانية التي ترى فيها نفسك وتفهم من خلالِها العالمَ أمام عاصفةٍ رهيبة يقودُها خيالٌ جامحٌ يحملُ من الخرافة ما قد يحوِّلُ تلك المرايا إلى حطام. هكذا قرأتُ ماركيز بعقْلٍ متوجِّسٍ في البداية، لكنني سرعانَ ما دخلتُ إلى عالمه الذي له منطقُه الخاص، فأنْ تقرأه معناهُ أنَّك تتعوَّدُ على تقبُّلِ القصص التي تشتعل بالغرابة واللامعقول، وأنَّك، في الآن نفسِه، تتعلَّمُ كيف تنظر إلى أعماقِ ما يرويه لك، إلى دواخل شخصياته القصيَّة أيضا، لتدْرِكَ القيَم الإنسانية التي يعبر عنها، تلك القيمُ التي يصعبُ استخْراجها من تلك العوالم السحرية التي هي أشبه بحكاياتِ الجدَّاتِ. لكنَّ ماركيز يفعلُ، بل إنَّه يصلُ من خلالِها إلى معرفة عالم الإنسان، وتحديدا، إلى القبض على أهمِّ ما يتبقى منه رغم تغيُّر الظروفِ واختلاف الأزمنةِ.
علاقتي بماركيز تأسَّستْ من خلالِ قراءة عدة أعمالٍ له، لكنَّها تعمَّقتْ كثيرا بقراءة روايته الأشهر مائة عامٍ من العزلة ، التي ترسم الحياةَ الخاصة بقرية ماكوندو منذ تأسيسها إلى غايةِ نهايتها  وقد تحوَّلتْ إلى زوبعة مخيفة من الغبار والأنقاض، يطوح بها غضبُ إعصار توراتيّ (الرواية، ص499، ترجمة:صالح علماني). وتكمنُ أهميَّة هذا العملِ في تصويره لتفاصيلِ حياةِ أناسٍ كانتْ بوابتهم على العالمِ مجموعةً من الغجر الذينَ يأتونَ في كلِّ مرة يزورون فيها القرية بأشياء هي بالنسبة لسكان ماكوندو من العجائب الخارقة(كحيرة خوسيه أركاديو بوينديا أمام الجليد). لكن الرواية تعبِّر عن مختلف العواطف والحالاتِ الإنسانية حتى تلك التي تعتبر أكثر انحرافا، لذا تحكي عن الحب والحرب، عن الميلاد والموت، عن السفرِ نحو الغامضِ، عن الحيرة التي تجعلُ العالمَ غيرَ ما يبدو عليه في الظاهر.
تحفلُ  مائة عام من العزلة بالمفارقات، لكنَّها تعيدُ إنتاجَ كلِّ شيء على امتداد العقود التي عاشتْها ماكوندو، حيثُ الإلتباس بين الأسماء، والتشابُه في الطبائع بين الآباء والأبناء والأحفاد لدرجةٍ تجعلنا نستحضرُ مقولة لافوازيه عن الأرض: لا شيء يفنى ولا شيء يستحدث بل يتحوَّل . هكذا كان كل جيل تنبعث فيه طبائع سابقه، حيثُ يربط الجميع أصلٌ واحد وتوحِّده نهاية مشتركة، هكذا أيضا فكَّ أورليانو رموز ملكيادس، وفهم كتابات الرقاق حيثُ: أوَّل السلالة مربوط إلى شجرةٍ وآخرهم يأكله النملُ .(ص498).

لونيس بن علي:  ماركيز الذي قرأته متأخرا  
لا أتذكّر أنّي قد سمعتُ باسم   غابرييل غارسيا ماركيز   في الجامعة، على الرغم من وجود مادة   آداب أجنبية   تعنى بتاريخ الآداب الغربية القديمة والحديثة، إلى أن جاءت السنة الرابعة، وشرعتُ في التحضير لمذكرة التخرّج عن  الجنس في رواية  الإنكار  لرشيد بوجدرة. فهذا الأخير هو الذي عرّفني بهذا الروائي الكولومبي من خلال روايته   ألف وعام من الحنين  ، الرواية التي أخذتني أجواؤها السحرية والغرائبية، وقد اتفق أغلب الذين كتبوا عن هذه الرواية بأنّ بوجدرة قد  استلهمها  من رواية كولومبية بعنوان مشابه  مائة عام من العزلة . كان علي أن أبحث عن هذه الرواية التي قيل عنها الكثير وأنّ صاحبها قد تحصل على جائزة نوبل للآداب. بحثتُ عن الرواية في مكتبة الجامعة فلم أجد لها أثرا، سألتُ عنها بعض الأساتذة بعضهم لم يسمع بهذا الكاتب والبعض الآخر سمِع لكنه لم يقرأ الرواية وقلة من قال أنه قرأها ولم يعد يملكها.ظلت حدود معرفتي بماركيز حبيسة مقالات صغيرة أقرأها هنا وهناك، لكن على شحّها كانت تشيد بالرواية وتتحدث عنها بكثير من الإعجاب، وكان ذلك مغريا أكثر للبحث عنها وقراءتها، إلى أن شاءت الأقدار وتقع الرواية بين يديّ لكن في نسختها الإلكترونية ومترجمة إلى العربية، فشرعتُ مندفعا ومتحمسا إلى قراءتها. كانت مذهلة بحق، أجواؤها جعلتني أتذوق المعنى الحقيقي للرواية باعتبارها حالة هذيان لا نهائي يجعل الروائي قادرا على خلق عالم بأكمله، وشخصيات لم نألفها، وديكتاتور غريب الأطوار. علمني ماركيز أنّ الرواية هي الفن الذي لا يمكن أن نضع له قوانين أو قواعد لأنّ المخيلة الإنسانية لا يحدّها حدّ. ثمة صورة علقت في ذهني وأثارت انتباهي ورعبي في الرواية وهي صورة الفتاة التي كانت تحمل حقيبة وقد وضعت في داخلها رفاة والدها. أين يمكن أن تجد هذا المشهد؟ كيف يبلغ هوس الإنسان بالتجديد والبحث إلى هوس وجنون. كيف تسقط الجدران بين الحقيقة العلمية والحقيقة الخيالية؟.
وكثيرا ما تساءلت: لماذا لم تتحوّل هذه الرواية إلى فيلم سينمائي على غرار الحب في زمن الكوليرا أو على غرار رواية  زوربا  مثلا؟ هو السؤال الذي طالما طرحته، وربما معتقدا أنّ الرواية قد صُوّرت فعلا، وأنّي أنا من لم يشاهدها. جاءتني الإجابة من نص كتبه ماركيز بعنوان (إحدى حماقات أنطوني كوين) يقول فيه:  ومع ذلك، فإنّ تمنّعي في نقل (مئة عام من العزلة )، أو أي كتاب آخر من كتبي المنشورة إلى السينما، غير مرتبط بشذوذات المنتجين، وإنما لرغبتي في أن يكون تواصلي مع قرائي مباشرا، من خلال الحروف التي أكتبها لهم، بحيث يتخيلون الشخصيات كما يشاؤون، وليس من خلال وجه ممثل مستعار على الشاشة، وأنطوني كوين، رغم كل شيء (...) لم يكن بالنسبة لي ولا بالنسبة لقرائي هو الكولونيل أورليانو بوينديا. وما عدا ذلك، فقد رأيت أفلاما جيدة كثيرة مأخوذة عن روايات سيئة، لكنني لم أشاهد أبدا فيلما واحدا جيدا مأخوذا عن رواية جيدة.فكم هو كبير هذا الروائي الذي يحترم قارئه.

خالد خليفة:  أدب غارسيا ماركيز وليد ثقافة مجتمعه  
ماركيز هو أولاً نقطة تحوّل جوهرية في الرواية العالمية، كاتب حرّ أطلق جماح خياله وصنع عوالم غرائبية مثيرة من غير أن تنفصل عن واقعه وعن ذاته وعن مخيلته المشبعة بحكايات بيئته وأساطيرها. تأثّر ماركيز فكان أدبه وليد ثقافة مجتمعه والثقافة الإنسانية جمعاء. بنى عالمه الروائي الخاص مستنداً إلى الموروث الثقافي اللاتيني، وقد عرف كيف يُعيد إنتاج هذه الذاكرة الجماعية برؤية فنية جديدة. كان تأثير ماركيز كبيراً في كتّاب الأدب وقرّائه في العالم. أعمال ماركيز وعّت الكتّاب على واقعهم وعلى أنّ الخيال لا ينفصل عن الواقع، بل هو إعادة قراءة هذا الواقع. ساعدنا ككتّاب عرب في أن نتجاوز أنفسنا ونقيم علاقة جديدة مع الواقع، المرجع الحيّ للرواية. وهذا التأثّر البالغ بأدب ماركيز لا يعني التقليد، فمن قلّد ماركيز فشل. لكنّ التأثر بأدب الآخرين هو أمر مشروع وضروري لكلّ كاتب لكي يصنع في النهاية عالمه الخاص. حلّق الروائي الراحل في عوالم غرائبية واتكأ على الخيال ليُقدّم إلى قرائه رؤية جديدة إلى الواقع نفسه.


أعد الملف: أحمد سعيد خوجة
عن المحور اليومي

تيسمسيلت الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة Ligue algérienne pour la pensée et de la culture

ترحب الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة بكل الأدباء والمبدعين والمثقفين والباحثين من كل أطياف المجتمع ويرحب المكتب الولائي للرابطة بولاية تيسمسيلت بكل رحابة صدر بكم نحن في الخدمة يسرنا التواصل معكم والمساعدة قدر المستطاع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته Tissemsilt Ligue algérienne pour la pensée et de la culture

أحدث المشاركات

أحدث عناوين مكتبتنا